المدخل
رغم كل ما يُقال عن محاربة الإرهاب وتفكيك خطاب التطرف؛ إلا أن الواقع يقول: إذا استثنينا الحلول الأمنية ضد بؤر التطرف في شرقنا البائس التي أحياناً تأتي بنتائج سلبية؛ لتغدو داعمة بشكل ما للتطرف؛ فإن التيار التنويري؛ يبقى هو الوحيد الفارس في هذا الميدان المقاوم لثقافة التطرف وخطابه؛ رغم كل ما يعانيه من صعوبات؛ سواء كانت ذاتية أم موضوعية.
أولاً: إشكالية البحث وأهميته:
إشكالية البحث تكمن في توضيح المعادلة ما بين تفكيك خطاب المتطرفين، وبين مواجهتهم والتمييز بين ما هو بشري وما هو إلهي؛ وهنا يأتي دور التنوير وفاعليته؛ أما الإشكالية الثانية، فتعتمد على وجود تيار تنويري يعمل على خارطة محددة في تفكيك التطرف؛ وعدم توزيع الأدوار بين الجهات الفاعلة في المجتمع كافة.
أهمية البحث تكمن في توصيف ظاهرة التطرف في ظل مغذياتها الذاتية والموضوعية؛ وأن مسألة محاربة الإرهاب وتفكيك خطاب التطرف هي الخطوة الأولى لاستقرار المجتمعات؛ وبدء مشوار النهضة؛ وخطوات التنمية، وهذا الأمر يحتاج إلى تكاتف الجهود كلها؛ فالإرهاب لا يعبأ بعواقب سلوكه العنفي؛ وبالتالي لا يهتم بنتائج ذلك السلوك؛ وهذا يعني أنه لا يأبه بالخسائر التي تنتج عنه مهما كانت فداحتها.
ثانيًا: أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى الذهاب باتجاه آخر غير مكافحة التطرف التي يرى بأنها مسؤولية الدولة؛ إنما يروح باتجاه محاولة تفكيك خطاب التطرف؛ بحيث يقلص مساحة تمدده؛ ليضرب حوله طوقاً ثقافياً فكرياً؛ يمنع رفده بعناصر بشرية جديدة؛ مبيناً الأخطاء والعثرات للجهات الرسمية التي تعمل على مكافحة التطرف؛ ثم يبين دور التنوير في مواجهة خطاب التطرف.
ثالثاً: منهجية البحث:
تعتمد منهجية البحث على الأسلوب الوصفي المترافق بالتحليل للأسباب الذاتية والموضوعية المولدة للتطرف والإرهاب؛ وبيان علل خطط مكافحة الإرهاب؛ والدور المنوط بالتيار التنويري في عملية تفكيك خطاب التطرف. ليستعرضها من خلال المحاور التالية:
- محاولة لفهم المعادلة بين التطرف ومكافحته.
- سلبيات وسائل الإعلام في مواجهة خطاب التطرف.
- الصراع بين وسائل الإعلام في الدعم غير المباشر للتطرف!
- مؤتمرات دولية لمناهضة التطرف دون فائدة اجتماعية وثقافية!
- دور الأنموذج الإيراني الإسلاموي في انبعاث ثقافة التطرف!
- من أين يبدأ تفكيك خطاب التطرف؟
- خلاصات ومقترحات لتفكيك خطاب التطرف؟