منذ رسوم الكهوف الأولى وأساطير الحضارات والخلق، إلى معارك القدّيسين، وصولاً إلى حروب الأمر الإلهي، وحروب القوة والسيطرة تمتدّ قائمة القرون ومشاهد القتل والعنف والذبح والمجازر التي تجعل تاريخنا البشري مسرحاً لاستعراض العنف الممتدّ على كامل الجغرافيا. ومع توالي فصول مشاهد المسرحية، تحولت المشاهد إلى ظواهر تنازعتها الأسباب الدينية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية، حيث حاول كل طرف قوننتها حسب مصلحته، ليصير العنف هو الشرط الأول لشروع الكائن البشري في الفعل؛ وتبقى مسألة التأصيل لنبذ العنف مجرد ماء شحيح يصب على النار التي أشعلها فعلُه العنيف.