
دراسات في تفكيك منهج التطرف (5)
إن العنف الذي مارسته معظم الأنظمة العربية لعقود، كان عاملاً من جملة عوامل أدت لتفجّر ثورات الربيع العربي في عام ٢٠١١. وكانت الثورة السورية أبرزها التي استُخدم فيها العنف المضاد كرد على العنف الذي مارسه النظام السوري لعقود.
وهنا تبرز عدة أسئلة منها: ما الذي يدفع ثورة ما لتبني النهج الذي قامت به في الأساس كرد فعل على ممارسات النظام العنيفة والقمعية؟ وهل العنف نتاج السلطة أو إن له دوافع ونوازع أخرى، إذ نجد أن الغاية غالباً ما تكون ضحية وسيلتها ووسائلها التبريرية، وفق ما تقول حنة أرندت(1).
تناقش هذه الورقة دوافع العنف في الحالة السورية من منظور سيسيولوجي وعبر المحاور التالية:
- التراث المكتوب والشفوي
- العنف الكامن اجتماعياً
- الإرث الثقيل للاستعمار
- المسكوت عنه من أحداث الثمانينيات
- عنف الاستبداد
جدل السلمية والعنف
حين بدأ السوريون ثورتهم على نحو سلمي كان لديهم تخوف مسبق من رد فعل النظام العنيف عليها. خاصة بما لديهم من ذاكرة سابقة في تعامل النظام مع أحداث الثمانينات(2) التي قمعها بشكل دموي وعنيف.
فحين خرجت أولى المظاهرات كانت شعاراتها “سلمية سلمية” و”بدنا عدالة ودولة مدنية” أو “بدنا حرية”. اختيارهم لهذا الشعار لم يكن عبثاً، فهو ناتج عن معرفة عميقة بالويلات التي قد يتعرضون لها بمواجهة نظام قمعي عنيف في تكوينه بالدرجة الأولى. لكن ما لم يكن في تصورهم أن نظاماً معروفاً ببنيته الأمنية المتشددة، سوف يكون قادراً على دفعهم دفعاً لتبني العنف كنهج ثوري، وذلك حتى يكون قادراً على تبرير استخدامه للعنف والقوة لقمع تلك الثورة أمام المجتمع الدولي. وليس أدل على ذلك من قيامه بتعذيب أطفال مدارس درعا وقلع أظافرهم بطريقة وحشية لأنهم فقط كتبوا عبارة “الشعب يريد إسقاط النظام” على جدران مدينتهم. وهي الطريقة الوحشية التي أنذرت مبكراً بمآلات الأمور إذا استمر خيار الثورة. ما يدفع إلى القول: إن بنية نظام الأسد القائمة على القوة والعنف لن تقبل أي شكل من أشكال وجود قوى معارضة للحكم، وإن كانت سلمية وغير مسلحة.
لكن ما الذي قاد الثورة للوقوع في فخ العنف الذي أراده لها؟ وهل الذهاب في خيار العنف هو بسبب السلطة (فقط) التي دفعته لذلك أم إنه كان أيضا جزءاً من إيديولوجيا وجذور موجودة في الذهنية الجمعية للناس؟ ولذا لم يكن هناك من طريق إلا استخدام العنف!
بدأ العنف على شكل ألفاظ وشتائم موجهة ضد الأسد وعائلته وطائفته ومن ثم جيشه ونظامه. العنف اللفظي كان يشي بما سوف تؤول إليه سلمية الثورة. فعبارة مثل “على الجنة رايحين” هي بالضرورة تردد على ألسنة أشخاص مستعدين لخوض معركة، ما والذهاب إلى الموت طواعية نحو هدف أسمى يؤمنون به. إذ نجد أنّ فكرة الموت بما تحمله من دلالات مبطنة عن العنف، مرغوبة، ولا مشكلة فيها طالما أن المراد أصبح الجنة!
هذا الشعار وغيره من الشعارات التي كان المؤيدون للثورة يؤكدون فيها على “علوية” النظام و”سنية” الثورة وإقحام الصراع الطائفي القديم في الثورة.. كان لا بد أن يدفع القوى التي تتبنى الثورة إلى خيار العنف متماهياً مع رغبة النظام الحاكم بذلك أيضا.
سرعان ما تطورت الثورة إلى عنف مسلح تدعمه العديد من الأسباب (مسببات داخلية للعنف مثل عنف النظام وكوامن العنف لدى الثوار ودفع أقطاب من الخارج لتسليح الثورة خدمة لأجندتهم)، دون أن نغفل عن نقطة مهمة، وهي إخراج النظام في حزيران عام ٢٠١١ مئات من السجناء الإسلاميين من السجون، والمظاهرات في أوجها فهو لاشك يعرف أنهم لن يفوّتوا فرصة للعمل ضده، وبالتالي كان لديه التصور المسبق عن آلية العمل الثوري الذي كانوا سيدخلون في أطره، أي العمل المسلَّح، ومن موقع جهادي إسلامي، وهو الأمر الذي يغذي العنف الطائفي الكامن اجتماعياً من جهة، ويتماهى مع رغبة النظام الذي عمل طويلاً على تفخيخ المجتمع طائفياً، لأجل أن يكون قادراً على الذهاب نحو حرب أهلية يعمل على إدارتها وفق ما جرى.
لكن ما كان ملاحظاً وملفتاً، أن عنف النظام بقي متقدماً بمراحل على كل محاولات الرد على عنف الثورة المضاد وفصائلها الجهادية وظل النظام يصعده مدفوعاً بمخاوفه وطبائعه الراسخة. وحيال ذلك كانت المجتمعات السورية المستهدفة بالقسط الأكبر والأكثر توحشا من عنف النظام تنتج مقاوماتها(3).
دوافع القوى الثورية لممارسة العنف سوسيولجياً
تقول الفيلسوفة الألمانية حنة أرندت: إن العنف لا يمكن أن ينحدر من نقيضه أي من السلطة، وإذا كنا نريد أن نفهمه فليس أمامنا سوى البحث عن جذوره وطبيعته(4). وبناء عليه، يمكننا القول:
إن جذور العنف التي تستند إليها هذه الدراسة هي ما يلي:
1 ـ التراث المكتوب والشفوي:
إن السبب الأساسي لإنتاج كل هذا العنف الدموي لدى الجماعات الإسلامية وفق منظور هذا البحث، هو في القراءات الخاطئة للنص الديني بعيداً عن ظروفه الزمانية والمكانية والاجتماعية التي ولد فيها. فما يمكن التصديق عليه منذ ١٤٠٠ عام لا يمكن عدُّه صالحاً لهذا العصر.
فالآية القرآنية التي تقول: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به” (سورة النحل)، اعتمدها الكثير من “الثائرين” لتبرير العنف الذي يقابلون به النظام وعنفه ووحشيته. والآية القرآنية التالية: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض” (سورة المائدة)، أو الآية التي نجدها تتردد بكثرة في المواقع والبيانات الصادرة عن التنظيمات الإسلامية كجبهة النصرة، “فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منّاً بعد، وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها” (سورة محمد). يذكر في مراجع عدة أنه في عهد “أبو بكر” الصديق كان المرتدون يرمون حتى الموت أو طمرهم في الآبار أحياء وحرقهم بالنار.(٥)
ويبقى النص المنسوب إلى النبي الكريم؛ ويُطلق عليه السُنة النبوية؛ فيه دعوات للعنف لا يمكن أن تصدر من نبي أُرسل رحمة للعالمين؛ إلى جانب آيات العفو والصفح والرحمة؛ لكن السلوك العملي للجماعات الإسلاموية؛ جعلتهم الحكم في سلوكها مع الآخر المختلف عنها.
وبذلك نجد أن العنف الذي مارسته الجماعات الإسلامية في سورية كانت تجد لها الكثير من المصادر والمراجع الدينية التي قرأتها بعيداً عن المعطيات الزمانية التي طبقت فيها. وهنا نؤكد أن المشكلة لا تكمن في النص الديني، بقدر ما تكمن في الفهم الخاطئ للنص الديني، الذي يشدد الكاتب محمد أركون على تقديم قراءة مستنيرة وحديثة له، فالمشكلة ليست في النص، إنما في قراءته خارج سياقه التاريخي هي التي تولد العنف، والإضافات المنسوبة للرسول الكريم؛ فكل الكتب المقدسة عبر التاريخ تحولت إلى أدوات لتبرير العنف، وهذا لم يكن لعطب فيها، بل لعطب الذين قوَّلوها ما أردوا، وليس ما هو كامن فيها.
فالآية القرآنية التي تقول: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به” (سورة النحل)، اعتمدها الكثير من “الثائرين” لتبرير العنف الذي يقابلون به النظام وعنفه ووحشيته.
2- العنف الكامن اجتماعياً:
إنّ العنف الموجه ضد المرأة هو من أبرز مصادر العنف الاجتماعي، وهو يتخذ أشكالاً عديدة منها عنف لفظي أو جسدي أو جنسي. وهذا النوع من العنف، يجد تبريراً مجتمعياً له تحت ذرائع واهية. نأخذ على سبيل المثال فيديو لرجل سوري يدعى -أبو مروان- مقيم في ألمانيا، يطعن طليقته بالسكين، ويقوم بتصوير مشهد لنفسه، وهو يبرر فعلته..! وما كان لافتاً تبرير السوريين لتلك الحادثة العنيفة البشعة، إذ تعاطف الكثيرون مع المجرم لا الضحية. وهو ما يؤكد جذور العنف في الحياة الاجتماعية السورية(٦)، هذا العنف الذي يشير إلى عنف الجاني (الرجل) وإلى كمون العنف عند الضحية (المرأة)، بانتظار تحوله نحو مسارات أخرى حين يتاح له بيئة مناسبة، ناهيك بعنف الطوائف ضد بعضها وعنف الأفراد فيما بينهم وعنف المدرسة والمجتمع والعائلة، إذ من المعروف للجميع أن العائلة والمدرسة تقوم على تراتبية الطاعة بعيداً عن ثقافة التحرر والتعبير عن الرأي، وهذا ما يشوه الذات ويولد داخلها ثقوباً سوداء تنتظر لحظة مناسبة للتنفيس عنها، والتعبير عن مكوناتها.
3– الإرث الثقيل للاستعمار:
لعقود طويلة رضخ السوريون تحت نير الاحتلال العثماني ثم الفرنسي، والاثنان خرجا بعد ثورتين مسلحتين، الأولى حملت اسم الثورة العربية الكبرى والثانية اسم الثورة السورية الكبرى.
يعمل الاستعمار على ترك إرثه في عمق المجتمعات، وهذا الإرث يبقى طويلاً حتى بعد أن يرحل الاستعمار ما لم تعالج أسبابه، فها هو الأستاذ في علم الاقتصاد بجامعة تيزي أوزو، زوغيلي محند أمقران، يقول: إن “تدمير نظام القِيم والإنتاج للمجتمع الجزائري قبل الاحتلال واستبداله بنظام آخر لمدة تزيد عن القرن كانت له انعكاسات سلبية على تطور المجتمع الجزائري لما بعد الاستقلال.. فالمجتمعات المحتلة الفاقدة لنظام القيم سرعان ما تصبح عرضة لليأس والعنف.. علاوة على العنف الجسدي الذي تعرض له الشعب الجزائري على يد الاحتلال، فإن تدمير القيم الثقافية والدينية والاقتصادية والقانونية التي كانت تسير بالمجتمع وسط انسجام وتماسك كلي وتجريد الشعب من لغته ودينه واقتصاده وأرضه تولد عنها بعد الاستقلال مجتمع يعاني صدمات وفاقد لمعالمه”.
ويؤكد الباحث أن الخروج من الأمر يمكن من خلال وضع برنامج تعليميّ حول موضوع العنف المتعدد الأشكال الذي عاشه الجزائريون خلال فترة الاحتلال بغرض “تمكين المجتمع من مراجعة النفس والتوصل إلى مرحلة انتقال نحو نموذج مجتمع قائم على الإنسانية والاحترام بين المواطنين واسترجاع نظام القيم الجزائرية”(7)، وهو الأمر الذي لم يتم، لا جزائرياً ولا سورياً، حيث عملت السلطات على تجميد الأوضاع الاجتماعية كما هي كي تبقى على رأس الحكم، تاركة هذا الإرث العنفيّ إن صح التعبير، كي تستثمره في معركة بقائها في السلطة، وبذلك بقي هذا العنف كامناً في المجتمع، ينتظر البيئة المناسبة للتعبير عن نفسه، وهو ما رأيناه في أحداث الثمانينيات قبل أن نراه في الثورة السورية اليوم.
لكن فكرة أن يتم الدفاع عن سلمية المظاهرات بالسلاح، هي بحد ذاتها تفتح باب التساؤل عن مصدر هذا النوع من التفكير، فكيف لمن يؤمن بالسلمية أن يختار السلاح للدفاع عن ثورته؟
٤- المسكوت عنه من أحداث الثمانينات:
حين قام الإخوان المسلمون في سورية بحركتهم في فترة الثمانينيات قوبلوا بعنف وحشي لم يكن في تصورهم، حيث دكت المدفعية الأحياء والتجمعات السكنية وقتلت واعتقلت الآلاف بوحشية قل نظيرها. كانت مذبحة حماة عام ١٩٨٢ ذروة تلك الأحداث إذ ارتكب نظام الأسد حملة إبادة جماعية ودمر نحو ثلث المدينة وصفَّى الآلاف من أبنائها بينهم نساء وأطفال(8) ودون أن يتمكن الناس من الدفاع عن أنفسهم ولو بكلمة واحدة، وسط صمت دولي وإقليمي غريبين. كل ذلك ساهم بتأجيج جذور العنف لدى الناس بانتظار اللحظة المناسبة للرد، علماً أن عنف النظام هنا كان رداً على عنف الإخوان (الطليعة المقاتلة)، ما يعني أننا هنا إزاء عنفين، أحدهما يتكئ على الدين لتبرير قتله ضد نظام “كافر”، والثاني يستند إلى شرعية الدولة وحقها في استخدام “العنف المقدس”، ممزوجا بشرعية دينية أيضاً يستمدها من رجال دين آخرين مناهضين للإخوان، فيما كان المجتمع السوري يحصد نتاج هذا العنف، إذ يقع تأثير ذلك عليه وحده، ومرة ثانية بآثاره التي تبقى كامنة في النفوس دون أن تعالج، بانتظار لحظة مناسبة يخرج فيها هذا المدفون في النفوس.
5– عنف الاستبداد
يدرك الاستبداد أن العنف والقوة أحد أبرز الأدوات لضبط النظام والحفاظ على السلطة، ولذا يعمل على تعميم الخوف ووسائل الطاعة، عبر سياسة شمولية تستهدف إخصاء القلوب والعقول عبر زرع الخوف في كل مكان، بدءاً من لحظة الولادة إلى الموت، فما إن يولد المرء حتى يجد نفسه في بيئة خائفة أساساً من عنف السلطة، ثم تأتي المدرسة التي تعلم الخوف والتلقين والطاعة والتدريب العسكري، بدءاً من اللباس الخاكي وحتى طبيعة الأوامر والتدرب على حمل السلاح وصولاً إلى معسكرات التدريب الجامعي. هذا التدريب على حمل السلاح، والذي يتماهى مع ثقافة العنف من جهة والخوف من السلطة من جهة، يولد كائناً خائفاً ينتظر اللحظة المناسبة للتعبير عما يضطرم في داخله من عنف كامن.
اقرأ أيضاً
الخلاصة
إنّ المظاهر العنفية التي بدأت في الثورة لم تكن أمراً شاذاً مع كل ذلك الموروث في مواجهة سلطة كانت تجابه المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي وإطلاق القنابل والاعتقال والتعذيب. ولذا كانت إحدى ظواهر العنف السلطوي والقمع الأمني هي مظاهر عنفية مضادة، بعضها كان دفاعياً ضد المهانة والتهديد بالقتل، حيث بدأ بعض الشباب بحمل السلاح للدفاع عن النفس أثناء المظاهرات السلمية ولمواجه عنف أجهزة الأمن. لكن فكرة أن يتم الدفاع عن سلمية المظاهرات بالسلاح، هي بحد ذاتها تفتح باب التساؤل عن مصدر هذا النوع من التفكير، فكيف لمن يؤمن بالسلمية أن يختار السلاح للدفاع عن ثورته؟
هذا يقودنا إلى أن هذا العنف موجود في الحياة الاجتماعية واليومية لهذا الفرد الذي شارك في الثورة. فالعنف لم يكن غريباً عن الحياة اليومية البسيطة لهؤلاء الذين اختاروا الثورة رداً على عنف السلطة. كما أن هذه السلطة كانت تستخدم العنف ضد المجتمع والإنسان السوري طوال عقود، ودون رادع أو مخاوف، فتراكمات هذا العنف اليومي لم يكن لينسى بسهولة من الذاكرة السورية الجمعية، فقسم كبير من المنضمين للثورة كانوا من الفئات المهمشة في المجتمع فهي التي تعرضت طوال عمرها للقمع على الأصعدة كافة قمعاً وعنفاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. ولذا يتوقع أن تنجر هذه الفئات المهمشة لاستخدام العنف والتسليح حين تجد نفسها في مواجهة أخيرة مع سلطة قمعتها لعقود طويلة، وها هي تواجهه بالرصاص آخر الأمر.
إذا قمنا بتشريح المجتمع السوري، سنجد أنه مجتمع يحمل بذور العنف، فهذا المجتمع مارس أفراده العنف في سياقات مختلفة، مرجعها وجود العنف في التراث والثقافات الشفوية السائدة التي تحرّض دوماً على القتل في حالات الدفاع عن الذات، إضافة إلى عنف اجتماعي كان ولا زال يمارس ضد المرأة. فهناك حالات كثيرة قتلت النساء على يد ذويهن وأقربائهن هذا إذا لم نذكر حالات العنف الجسدي الذي كان يمارسه عليهن رجال العائلة.
إنّ ما يسبق العنف الذي كان يمارسه النظام على السوريين هو العنف الذي كانت تحرّض عليه الإيديولوجيات باختلاف أشكالها، والعنف الذي كانت تفرضه العادات والتقاليد الاجتماعية بمفاهيم متنوعة كالشرف والكرامة التي بالضرورة يجب الحفاظ عليها بالقتل في حال استباحتها.
أثناء الثورات أو اللحظات المضطربة في تاريخ كل شعب، تتفاعل كل العوامل السابقة، لتشكل الوعي الجمعي للثائرين، فحين يحمل الثائرون وعياً مدنياً للتعبير عن الثورة والمقاومة سلمياً ومدنياً وحين يحمل الثائرون رواسب العنف التي تحدثنا عنها أعلاه يعبَّر عنها بأسلوب عنفي دون شك، وهذا ما حصل في سورية، دون أن يكون في الأمر تبريراً لنظام الاستبداد، بل مجرد محاولة لفهم الأمور ضمن سياقها الطبيعي.
المراجع:
1- حنه آرندت، في العنف، دار الساقي، ترجمة ابراهيم العريس.
2- أحداث الثمانينات: هو تمرد قام به الاخوان المسلمون ضد النظام الحاكم في سوريا امتدت من حزيران ١٩٧٩ الى شباط ١٩٨٢.
3- طارق العلي / العنف في الثورات العربية /السياسات العربية /المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
4– حنة آرندت، مرجع سبق ذكره.
5- علي أنزولا، جذور ثقافة العنف في التراث الإسلامي، هنا صوتك، الرابط:
https://hunasotak.com/article/15236
6- ألمانيا- لاجئ سوري يقتل زوجته طعناً بالسكين، دويتشة فيلة، الرابط:
7- الرابط: http://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20141104/18731.html
8- صادق عبد الرحمن، الإخوان المسلمون في سورية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.